مصطفى ملش مشرف
عدد الرسائل : 400 العمر : 36 محل الاقامة : كفر الدوار تاريخ التسجيل : 19/02/2008
| موضوع: حسن الخاتمه الأحد مارس 16, 2008 4:47 pm | |
| الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد [حسن الخاتمه
حسن الخاتمة هو : أن يوفق العبد قبل موته للبعد عما يغضب الله سبحانه وتعالى ، والتوبة من الذنوب والمعاصي ، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير ، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة ، ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله )) قالوا : كيف يستعمله ؟ قال : (( يوفقه لعمل صالح قبل موته )) [ رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الحاكم في المستدرك ] ولحسن الخاتمة علامات منها ما يعرفه العبد المحتضر عند احتضاره ، ومنها ما يظهر للناس . أما العلامة التي يظهر بها للعبد حسن خاتمته فهي ما يبشر عند موته من رضا الله تعالى واستحقاق كرامته تفضلاً منه تعالى ، كما قال جل وعلا : [ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا و ابشروا بالجنة التي كنتم توعدون ] [ فصلت : 30 ] . وهذه البشارة تكون للمؤمنين عند احتضارهم ، وفي قبورهم ، وعند بعثهم من قبورهم . ومما يدل على هذا أيضاً ما رواه البخاري ومسلم في (( صحيحيهما )) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه )) فقلت : يا نبي الله ! أكراهية الموت ، فكلنا يكره الموت ؟ فقال (( ليس كذلك ، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله ، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه )) .
وفي معنى هذا الحديث قال الإمام أبو عبيد القاسم ابن سلاًم : (( ليس وجهه عندي كراهة الموت وشدته ، لأن هذا لا يكاد يخلو عنه أحد ، ولكن المذموم من ذلك إيثار الدنيا والركون إليها ، وكراهية أن يصير إلى الله والدار الآخرة )) ، وقال : (( ومما يبين ذلك أن الله عاب قوماً بحب الحياة فقط فقال : [ إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها ] [ يونس : 7 ] )) .
وقال الخطابي : (( معنى محبة العبد للقاء الله إيثاره الآخرة على الدنيا ، فلا يجب استمرار الإقامة فيها ، بل يستعد للارتحال عنها ، والكراهية بضد ذلك )) . وقال الإمام النووي رحمه الله : (( معنى الحديث أن المحبة والكراهية التي تعتبر شرعاً هي التي تقع عند النزاع في الحالة التي لا تقبل فيها التوبة ، حيث ينكشف الحال للمحتضر ، ويظهر له ما هو صائر إليه )) .
أما عن علامات حسن الخاتمة فهي كثيرة ، وقد تتبعها العلماء رحمهم الله باستقراء النصوص الواردة في ذلك ، ونحن نورد هنا بعضاً منها :فمن ذلك : النطق بالشهادة عند الموت ، ودليله ما رواه الحاكم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة )) .
ومنها : الموت برشح الجبين ، أي : أن يكون على جبينه عرق عند الموت ،لما رواه بريدة بن الحصيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( موت المؤمن بعرق الجبين )) [ رواه أحمد والترمذي ] . ومنها : الموت ليلة الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر )) .
ومنها : الاستشهاد في ساحة القتال في سبيل الله ، أو موته غازياً في سبيل الله ، أو موته بمرض الطاعون أو بداء البطن كالاستسقاء ، ونحوه ، أو موته غرقاً ، ودليل ما تقدم ما رواه مسلم في صحيحه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في الطاعون فهو شهيد ، ومن مات في البطن فهو شهيد ، والغريق شهيد )) . ومنها : الموت بسبب الهدم ، لما رواه البخاري ومسلم عنه صلى الله عليه وسلم قال : (( الشهداء خمسة : المطعون ، والمبطون ، والغرق ، وصاحب الهدم ، والشهيد في سبيل الله )) .
ومن علامات حسن الخاتمة ، وهو خاص بالنساء : موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها أو وهي حامل به ، ومن أدلة ذلك ما رواه الإمام أحمد وغيره بسند صحيح عن عبادة بن الصامت أنه صلى الله عليه وسلم أخبر عن الشهداء ، فذكر منهم : (( والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة، يجرها ولدها بسرره إلى الجنة )) يعني حبل المشيمة الذي يقطع عنه
ومنها : الموت رباطاً في سبيل الله ، لما رواه مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله ، وأجرى عليه رزقه ، وأمن الفّتان )) . وما رواه أبو داود والنسائي وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( من قُتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قٌتل دون أهله فهو شهيد ، ومن قُتل دون دمه فهو شهيد )). ومن أسعد الناس بهذا الحديث رجال الأمن وحرس الحدود براً وبحراً وجواً على اختلاف مواقعهم إذا احتسبوا الأجر في ذلك
ومن علامات حسن الخاتمة الموت على عمل صالح ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (( من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله خُتم له بها دخل الجنة ، ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله خُتم له بها دخل الجنة ، ومن تصدق بصدقة خُتم له بها دخل الجنة )) [ رواه الإمام أحمد وغيره ] .
فهذه نحو عشرين علامة على حسن الخاتمة عُلمت باستقراء النصوص ، وقدّ نبَّه إليها العلاَّمة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه القيم ( أحكام الجنائز ) . واعلم أخي الكريم أن ظهور شيء من هذه العلامات أو وقوعها للميت ، لا يلزم منه الجزم بأن صاحبها من أهل الجنة ، ولكن يستبشر له بذلك ، كما أن عدم وقوع شيْ منها للميت لا يلزم منه الحكم بأنه غير صالح أو نحو ذلك . فهذا كله من الغيب
أسباب حسن الخاتمة من أعظمها : أن يلزم الإنسان طاعة الله وتقواه ، ورأس ذلك وأساسه تحقيق التوحيد ، والحذر من ارتكاب المحرمات ، والمبادرة إلى التوبة ، وأعظم ذلك الشرك كبيره وصغيره . ومنها : أن يلح المرء في دعاء الله تعالى أن يتوفاه على الإيمان والتقوى . ومنها : أن يعمل الإنسان جهده وطاقته في إصلاح ظاهره وباطنه ، وأن تكون نيته وقصده متوجهة لتحقيق ذلك ، فقد جرت سنة الكريم سبحانه أن يوفق طالب الحق إليه ، وأن يختم له به[/size] | |
|
nehal كاتب جيد
عدد الرسائل : 269 العمر : 35 محل الاقامة : بيتنا تاريخ التسجيل : 22/02/2008
| موضوع: رد: حسن الخاتمه الأحد مارس 16, 2008 11:30 pm | |
| بجد بجد والله مواضيعك كلها انا بستفاد كتير منها جزاك الله خيرا وبارك فيك | |
|
مصطفى ملش مشرف
عدد الرسائل : 400 العمر : 36 محل الاقامة : كفر الدوار تاريخ التسجيل : 19/02/2008
| موضوع: رد: حسن الخاتمه الأحد مارس 16, 2008 11:46 pm | |
| الحمد لله ده فضل من عندك ربنا واشكرك على مرورك الجميل ده | |
|
ahmed emam عضو نشيط
عدد الرسائل : 58 العمر : 34 محل الاقامة : كفر الدوار تاريخ التسجيل : 21/03/2008
| موضوع: رد: حسن الخاتمه الإثنين مارس 24, 2008 6:20 pm | |
| | |
|
مصطفى ملش مشرف
عدد الرسائل : 400 العمر : 36 محل الاقامة : كفر الدوار تاريخ التسجيل : 19/02/2008
| موضوع: رد: حسن الخاتمه الثلاثاء مارس 25, 2008 12:21 pm | |
| | |
|