مصطفى ملش مشرف
عدد الرسائل : 400 العمر : 36 محل الاقامة : كفر الدوار تاريخ التسجيل : 19/02/2008
| موضوع: سوء الخا تمه الأحد مارس 16, 2008 4:53 pm | |
| سوء الخاتمة أما الخاتمة السيئة فهي : أن تكون وفاة الإنسان وهو معرض عن ربه جل وعلا ، مقيم على مساخطة الله سبحانه وتعالى ، مضيِّع لما أوجب الله عليه ، ولا ريب أن تلك نهاية بئيسة ، طالما خافها المتقون ، وتضَّرعوا إلى ربهم سبحانه أن يجنِّبهم إياها . وقد يظهر على بعض المحتضرين علامات أو أحوال تدل على سوء الخاتمة ، مثل النكوب عن نطق الشهادة _ شهادة أن لا إله إلا الله _ ورفض ذلك ، مثل التحدث في سياق الموت بالسيئات والمحرمات وإظهار التعلق بها ، ونحو ذلك من الأقوال والأفعال التي تدل على الإعراض عن دين الله تعالى والتبرم لنزول قضائه . ولعل من المناسب أن نذكر بعض الأمثلة على ذلك فمن الأمثلة : ما ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله ( في كتابه : الجواب الكافي ) أن أحد الناس قيل له وهو في سياق الموت : قل لا إله إلا الله ، فقال : وما يغني عني وما أعرف أني صليت لله صلاة ؟ ولم يقلها . ونقل الحافظ ابن رجب رحمه الله ( في كتابه : جامع العلوم والحكم ) عن أحد العلماء ، وهو عبد العزيز بن أبي روِّاد أنه قال : حضرت رجلاً عند الموت يٌلقَّن لا إله إلا الله ، فقال في آخر ما قال : هو كافر بما تقول . ومات على ذلك ، قال : فسألت عنه ، فإذا هو مدمن خمر ، فكان عبد العزيز يقول : اتقوا الذنوب ، فإنها هي التي أوقعته . ونحو هذا ما ذكره الحافظ الذهبي رحمه الله أن رجلاً كان يجالس شرَّاب الخمر ، فلما حضرته الوفاة جاءه إنسان يلقنه الشهادة فقال له : اشرب واسقني . وذكر الحافظ الذهبي رحمه الله أيضاً ( في كتابه : الكبائر ) أن رجلاً ممن كانوا يلعبون الشطرنج احتضر ، فقيل له : قل لا إله إلا الله ، فقال : شاهك . ثم مات ، غلبت على لسانه ما كان يعتاده حال حياته في اللعب ، فقال عِوض عن كلمة التوحيد : شاهك . ومن ذلك ما ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله عن رجل عرف بحبه للأغاني وترديدها ، فلما حضرته الوفاة قيل له : قل لا إله إلا الله ، فجعل يهذي بالغناء ويقول : تاتنا تنتنا . . حتى قضى ، ولم ينطق بالتوحيد وقال ابن القيم أيضاً : أخبرني بعض التجار عن قرابة له أنه احتضر وهو عنده ، وجعلوا يلقنوه لا إله إلا الله وهو يقول : هذه القطعة رخيصة ، وهذا مشترٍ جيد ، هذا كذا . حتى قضى ولم ينطق بالتوحيد . نسأل الله العافية والسلامة من كل ذلك . وها هنا تعليق للعلامة ابن القيم رحمه الله نورد ما تيسر منه ، حيث عقَّب على بعض القصص المذكورة آنفاً ، فقال (( وسبحان الله ، كم شاهد الناس من هذا عبراً ؟ والذي يخفى عليهم من أحوال المحتضرين أعظم وأعظم ، فإذا كان العبد في حال حضور ذهنه و قوته وكمال إرادته ، قد تمكن منه الشيطان ، واستعمله فيما يريده من معاصي الله ، وقد أغفل قلبه عن ذكر الله تعالى ، وعطَّل لسانه عن ذكره ، وجوارحه عن طاعته ، فكيف الظن به عند سقوط قواه ، واشتغال قلبه ونفسه بما هو فيه من ألم النزع ؟ وجمع الشيطان له كل قوته وهمته ، وحشد عليه بجميع ما يقدر عليه لينال منه فرصته ، فإن ذلك آخر العمل ، فأقوى ما يكون عليه شيطانه ذلك الوقت ، وأضعف ما يكون هو في تلك الحال ، فمن ترى يسلم على ذلك ؟ فهناك : [ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ] [ إبراهيم :27 ] ، فكيف يوفَّق بحسن الخاتمة من أغفل الله سبحانه قلبه عن ذكره ، واتبع هواه ، وكان أمره فرطاً ؟ فبعيد من قلبه بعيد عن الله تعالى غافل عنه ، متعبد لهواه ، أسير لشهواته ، ولسانه يابس من ذكره ، وجوارحه معطلة من طاعته ، مشغلة بمعصيته _ بعيد أن يوفق للخاتمة بالحسنى )) . أ . هـ وسوء الخاتمة على رتبتين _ نعوذ بالله من ذلك : أما الأولى وهي العظيمة الشنيعة ، فهي أن يغلب على القلب عند سكرات الموت وظهور أهواله : إما الشك وإما الجحود ، فتقبض الروح على تلك الحال وتكون حجاباً بينه وبين الله ، وذلك يقتضي البعد الدائم والعذاب المخلّد . والثانية وهي دونها ، أن يغلب على قلبه عند الموت حب أمر من أمور الدنيا أو شهوة من شهواتها المحرمة ، فيتمثّل له ذلك في قلبه ، والمرء يموت على ما عاش عليه ، فإن كان ممن يتعاطون الربا فقد يختم له بذلك ، وإن كان ممن يتعاطون المحرمات الأخرى من مثل المخدرات والأغاني والتدخين ومشاهدة الصور المحرمة وظلم الناس ونحو ذلك فقد يختم له بذلك ، أي بما يظهر سوء خاتمته والعياذ بالله ، ومثل ذلك إذا كان معه أصل التوحيد فهو مخطور بالعذاب والعقاب أسباب سوء الخاتمة وبهذا يُعلم أن سوء الخاتمة يرجع لأسباب سابقة ، يجب الحذر منها . ومن أعظمها : فساد الاعتقاد ، فإن من فسدت عقيدته ظهر عليه أثر ذلك أحوج ما يكون إلى العون والتثبيت من الله تعالى . ومنها : الإقبال على الدنيا والتعلق بها . ومنها : العدول عن الاستقامة والإعراض عن الخير والهدى . ومنها : الإصرار على المعاصي وإلفها، فإن الإنسان إذا ألف شيئاً مدة حياته و أحبه وتعلق به ، يعود ذكره إليه عند الموت ، ويردده حال الاحتضار في كثير من الأحيان وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله : (( إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت ، مع خذلان الشيطان له ، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان ، فيقع في سوء الخاتمة ، قال تعالى : [ وكان الشيطان للإنسان خذولاً ] [ الفرقان :29 ] وسوء الخاتمة _ أعاذنا الله منها _ لا يقع فيها من صلح ظاهره وباطنه مع الله تعالى ، وصدق في أقواله وأعماله ، فإن هذا لم يسمع به ، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقداً ، وظاهره عملاً ، ولمن له جرأة على الكبائر ، وإقدام على الجرائم ، فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل توبته )) . أ . هـ . أخي الكريم : لأجل ذلك كان جديراً بالعاقل أن يحذر من تعلق قلبه بشيْ من المحرمات ، وجديراً به أن يُلزم قلبه ولسانه وجوارحه ذكر الله تعالى ، وأن يحافظ على طاعة الله حيثما كان ، من أجل تلك اللحظة التي إن فاتت وخٌذل فبها شقي شقاوة الأبد اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وخير أعمارنا أواخرها ، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه ، اللهم وفَّقنا لفعل الخيرات واجتناب المنكرات . | |
|
nehal كاتب جيد
عدد الرسائل : 269 العمر : 35 محل الاقامة : بيتنا تاريخ التسجيل : 22/02/2008
| موضوع: رد: سوء الخا تمه الأحد مارس 16, 2008 11:32 pm | |
| اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وخير أعمارنا أواخرها ، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه ، اللهم وفَّقنا لفعل الخيرات واجتناب المنكرات امييين يارب جزاك الله خيرا | |
|
مصطفى ملش مشرف
عدد الرسائل : 400 العمر : 36 محل الاقامة : كفر الدوار تاريخ التسجيل : 19/02/2008
| موضوع: رد: سوء الخا تمه الأحد مارس 16, 2008 11:48 pm | |
| امين يارب العالمين اشكرك على مرورك الجميل ده ومنوره الموضوع | |
|