الكذب والغدر والخيانه....كلها صفات مشروعه؟؟

الكذب والغدر والخيانة
هي قطعاً ولا شك عيوب وستظل عيوب بشعة مهما طال أو تغير الزمن
ومهما ضل البعض و ظن أنها مميزات تجعلهم قادرين على أخذ حقهم أو ما يعتقدوا أنه حقهم
فهم خاسرون لا محالة وإن كسبوا في هذه الدنيا , فما متاع الحياة الدنيا في الأخرة إلا قليل
ولو تحدثنا عن تحريم هذه الصفات في شرع الله , وعقوبتها , فلن يتسع المقام وحسبنا في هذا:
{ حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبو معاوية ووكيع قالا حدثنا الأعمش ح وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)}
{ حدثنا بن سلام حدثنا إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان )}
----------------------------------------------------------
أما عن ذنب القلة الشرفاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فهم ليس بهم أو عليهم أي ذنب في كونهم شرفاء , فهم يجاهدون في سبيل الله , جهاد أكبر من الجهاد في ساحة القتال , فهم يجاهدون الشر في نفوسهم ونفوس الأخرين , كصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , عندما يعودوا من الغزوات , فيقولوا رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر
واعلمي جيداً أنه منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها والحق دائماً مع القلة و الخير دائماً في القلة
قال الله تعالى :
{ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } يوسف 103
{ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } الأنعام 116
{.........اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} سبأ 13
وقيل أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما سمع هذه الآية دعا الله وقال اللهم أجعلني من القليل.
فإن كانت هذه القلة ليس لها كلمة في هذه الدنيا , فلكلمتهم وزن تُثقل به الموازين عند الله , وإن لم يكن لهم مكان في الدنيا فلهم الدرجات العلى عند ربهم جزاء صدقهم.
-------------------------------------------------------
نصيحة
ـــــــــــ
الكذب والغدر والخيانة هي من الصفات الموجدة في كل بني آدم منذ أن خلقه الله – إلا من رحم ربي من النبيين والصدقين والصالحين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين - بل أنها كانت موجودة في عهد الرسل والأنبياء , حتى في عهد رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام , حتى أن أحدهم قد لقب بالكذاب وذكر هذا اللقب مع اسمه في أحاديث رسول الله وكتب السيرة , وستظل هذه الصفات موجودة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فإن كان الأمر كذلك , وأن هذه الصفات موجودة وستقابلنا لا محالة , فأنصحك بأن تنظري دائماً الى نصف الكوب الممتلئ , وأن تقولي الحمد لله الذي أرانا الكذب كذباً فعرفناه , وأن أرانا الغدر غدراً فاتقيناه
بل أطلب منك ما هو أكثر من ذلك , أن تقابلي الشر من الأخرين بالتسامح والصفح , وأن تسألي الله أن يهديهم ويهدينا جميعاً الى صراطه المستقيم , فنحن بشر وليس منا أحد معصوم.
وأذكرك ونفسي بقول الله { ..... وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } آل عمران 134.