الموضوع الثالث في السيره النبويه

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
بعدما ظهر جبريل للنبي بين السماء والارض واخبره ان الله قد اصطفاه ليكون رسوله وخصه بتبليغ الرساله للعالمين
حينها ارتاب الرسول وعاد الي بيته سريعا وقال لاهله: "دثروني دثروني" فأنزل الله تعالي "يأيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر
وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولاتمنن تستكثر ولربك فاصبر"
وقد امره الله عز وجل في هذه الايه ان يدعو لعباده الله ،وكان من الحكمه ان تكون بدء الدعوه سرية وذلك نظرا لطبيعه مكه واعتمادها
الاكمل علي عبادة الاوثان وكما نعرف فهي مركز لدين العرب في عبادة الاوثان والاصنام القديمة والوصول الي المقصود
يحتاج الي معناه شديده وصبر وتحمل لمشقه وعزيمه لاتزلزلها مصائب ولا كوارث
وكان اول من آمن بالنبي وصدقه
زوجه السيده خديجه بنت خويلد
علي بن ابي طالب ابن عم رسول الله وكان عمره تسع سنين وقيل احدي عشر سنه
وكان علي بن ابي طالب مقيم مع النبي في بيته وذلك تخفيفا لاعباء عمه ابو طالب وقد كان ذا عيال كثيره
ثم آمن بالنبي وصدقه زيد بن حارثه الكلبي وكان النبي متبنيه علي حسب قواعد العرب القديمه وكان يقال له زيد بن محمد
ثم اسلم ابو بكر بن قحافه "ابو بكر الصديق" وكان مانعا لقومه محببا فيهم واسلم علي يده الكثير والكثير ومنهم
عثمان بن عفان الاموي،الزبير بن العوام،عبد الرحمن بن عوف،سعد بن ابي وقاص،طلحه بن عبيد الله
وجاء بهم الي النبي واسلموا...
ثم تتابع الناس تدريجيا في دخول الاسلام وكان منهم الارقم بن ابي الارقم الذي اتخذت داره مركزا للدعوه للاسلام سرا
وقد كانت هذه الدار فوق جبل الصفا
كما اسلم سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وامرأته فاطمه بنت الخطاب اخت عمرو بن الخطاب وجعفر بن ابي طالب وغيره الكثيرون
وجميعهم من بطون قريش
ظل رسولنا علي الكريم "عليه الصلاه والسلام" يدعوا سرا الي وحدانيه الله الي ان امره الله بالاعلان جهرا
فيما انزل عليه هذه الايات "فأصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين"
وقوله تعالي: "وانذر عشيرتك الاقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني برئ مما تعملون"
وكانت هذه الايات بمثابه الاذن بالجهر بالدعوه
جهر الرسول بالدعوه وحينها لجأ الي ماكان متبعا عند قريش للدعوه عن شئ وهي طريقه النداء
فسار الي جبل الصفا بظاهر مكه ونادي كل بطن من بطون قريش ولما اجتمعوا حوله
قال لهم:أرأيتم لو اخبرتكم ان خيلا بالوادي تريد ان تغير عليكم اكنتم مصدقي
قالوا: نعم ماجربنا عليك الكذب قط
فقال لهم: ان الله امرني ان انذر عشيرتي الاقربين وإني لا املك لكم من الدنيا منفعه ولا من الاخره نصيبا إلا ان تقولوا
لا إله إلا الله
فقال ابو لهب: تبا لك الهذا اليوم جمعتنا
فانزل الله تعالي في ابي لهب وزوجه
"تبت يدي ابي لهب وتب ما أغني عنه ماله وما كسب سيصلي نارا ذات لهب وامرآته حماله الحطب في جيدها حبل من مسد"
وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.........